838 ـ ياسين الهاشمي (1299 ـ 1355هـ) / (1882 ـ 1937م)

ياسين حلمي (باشا) بن السيد سلمان الهاشمي. زعيم العراق السياسي في عصره.

ولد في بغداد عام (1299هـ / 1882م)، وتعلم فيها، ثم في الآستانة وبرلين، وتخرج ضابطاً "أركان حرب" عام (1905م)، وخاض الحرب البلقانية.

ودخل جمعية العهد القومية العربية السرية، ونقل إلى الموصل ثم إلى دمشق وفيها اتصل بالملك فيصل بن الحسين عام (1916م)، ودخل هو والشريف فيصل في جمعية (العربية الفتاة) ومن أغراضها تحرير العرب من تبعية الترك. ونقل إلى رومانيا، وظهرت مواهبه العسكرية وأعيد إلى سورية فكانت ثورة الحجاز قد امتدت إلى أطراف الشام، وتولى ياسين قيادة فيلق للترك كان مقره في الشونة بشرقي الأردن، ولم يلبث أن ارتد بغير قتال، نزولاً على أمر القيادة العامة. ولحق العرب والبريطانيون بالترك يطاردونهم، وجرح ياسين وهو مع الأتراك، فتخلف في دمشق مختبئاً، وقد دخلتها طلائع العرب.

ووصل فيصل فاتحاً فجاءه ياسين وعينه رئيساً لديوان الشورى الحربي عام (1918م). وثار العراق على الإنجليز، فأمد الثورة بالعون والرأي. وفي 22 نوفمبر 1919م اختطف الإنجليز الهاشمي إلى المعسكر البريطاني في اللد "بفلسطين" واختفى أثره. وهاجت دمشق تطالب بإعادته فأطلق سراحه بعد حوالي خمسة أشهر، فأقام في القاهرة أياماً، وعاد إلى دمشق في 16 مايو 1920م، واستمر فيها إلى أن دخلها الفرنسيون وغادرها فيصل. وتألفت الدولة العراقية في أغسطس عام (1921م)، واستقرت فأذن له الإنجليز بدخول العراق فدخلها في عام (1922م) فتولى بعض الوزارات فيها، وألف حزب الشعب (وهو أول حزب سياسي في العراق)، وانتخب عضواً في المجلس التأسيسي، عن بغداد، وتقلد رئاسة الوزارة مرتين، وضع في أولاهما قانون الانتخابات، وجمع أول مجلس للأمة، وفي الثانية نفذ قانون التجنيد الإجباري وزود الجيش بثلاثة أسراب من الطائرات وأنشأ مصنع للعتاد الحربي. وباشر إنشاء مصنع للبنادق والرشاشات، وذخيرة المدافع. ووضعت في أيامه "اتفاقية الحلف العربي" مع المملكة العربية السعودية واليمن وأحكمت الصلات بين العراق ومصر، وفي عهد وزارته الثانية عام (1936م) اندلعت ثورة "بكر صدقي" فرحل إلى بيروت وتُوفي فيها ودفن في دمشق.